كما قال الزميل المخالف
اقتباس:
فالله عز وجل قد إختار أنبياؤه بآيات صريحة وواضحة
وأنت تقول أن الإمامة أعلى من النبوة ، فلماذا لم يصرح الله بالأئمة في القرآن كما صرح في الأنبياء ؟؟
لماذا جعل النبوة صريحة وواضحة وجعل الإمامة مبهمة ومخفية في القرآن؟؟
|
هل تستطيع أن تأتي بآية صريحة تشرح بها الصلاة وآية تشرح الحج وووو
على إن القرآن الكريم نصى عليهم ولم يقوم بشرحهم ولكن عرفنا تفاصيلهم من خلال الرسول الأعظم صلوات ربي عليه وعلى آله
وهـذا نفس الشيء بالنسبة للإئمة سلام الله عليهم فقد بينهم لنا الرسول الأكرم صلوات ربي عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين
كما قال المخالف
اقتباس:
أولا :الذي ورد فيه صريح القرآن _أنه هدى للناس _ هو القرآن والأنبياء 0
ثم أن الله قد أكمل دينه بقوله عز وجل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً (المائدة : 3 )
فإن قلت أن الله قد أكمل دينه فعلا فأنت تقر بأنه لاحاجة للأئمة في إرشاد الناس وهدايتهم
وإن قلت أنه لم يكمله وأن الأئمة هم الذين يكملونه ويهدون الناس لدين الله فأنت تكذب القرآن 0
|
هــذا كنت قد أوضحته لك في مداخلتي السابقة
أما ما قلته
اقتباس:
وإن كان الأئمة لهداية الناس ورحمة بهم فأية هداية ورحمة في إمام غائب لايستطيع أتباعه أن يسألوه عن شيء أو يستفتوه بشيء؟؟
فإن قلت أن منهج الئمة الذين قبله مكتمل وأنهم قد وضحوا للناس كل مايهمهم فأنت تجعل الإمام الغائب بلا فائدة
وإن قلت أنهم لم يوضحوا كل شيء ولم يبينوا لإتباعهم كل شيء فأنت تطعن بهم
|
فأقول:
لو سألتك ما فائدة ارسال الله محمدا نبيا؟
ان كان قد مات
وقرآنه يحتاج الى مفسر
والمفسر غير معصوم من الخطأ
واحاديثه يطالها التحريفات
فماذا يفيدك ان تستمر على نهجه؟
*
ارسل الله عيسى نبيا ؟
ما فائدة غيبته
لم لا يرى
لم لا يقوم بهداية اتباعه
لا يحكم
لا يشرع
...!
**
الفادئة من هذا الامام تكفي بتحقق امور عدة :
له أصحاب كما للرسول أصحاب
تصل إلينا احاديث كما وصلت احاديث الرسول
نستفيد منها كما نستفيد من احاديث الرسول
يمكننا رؤيته دون ان "نوسط أحدا" مما يدل على انه يحيط بنا , بتحقق شروط , وتحقق ذلك فعلا لكثير ممن
نثق بهم في شرق الارض و غربها .. (وهي حجة بالغة لمن تأمل ) و (فرصة تحدي ) و ( دليل اليقين )
يقوم بنصح العلماء اينما لزم الامر والعالم ينقل تجربته مع الامام , وملاكنا ثقتنا بالعالم الراوي كما
ان ملاك اعتمادنا على حديث الرسول الثقة بالراوي .
يقضي حوائجنا بإذن الله بالتوسل به " الى الله" .
هذه علامات دالة على وجوده باثبات فائدته ,لكن ان يكون اكثر من ذلك من حكم و ادارة و ظهور ,فلا اظن ان عيسى يقوم بذلك مع انه نبي , لأنه امر يعود الى الله , فدور يسى العلني يكون بعد ظهوره .
وفي غيبة الامام يقوم كأي انسان بأعماله لكن لا تحكى عنه , كما أننا لا نعرف بما تقوم به انت فلا اظن ان ذلك دلالة على انك لم تقم بأدوار تفيد الاسلام و المسلمين على قدرك.
وبالنسبة لي هذه الامور كفتني لاشعر بفائدته خاصة ان وظيفته التي اعلن عنها الرسول تخص في وقت الظهور فلن نحاسبه قبل ذلك .وان سألتني ولما لا يظهر , أقول اليس لظهور عيسى موعد , لم لا يظهر ,
اذا الامر راجع الى الله , وغياب عيسى دلالة ان الله لم يأذن بعد , واطمئنك متى ما ظهر عيسى النبي ولم يظهر مهدي الامام حينها يحق لك الاتهام بكل جدارة وانا معك .
وأزيدك يقيناً
السبب الواقعي للغيبة لا نعلمه ، نعم نستفيد ظناً و لا دليل على ذلك بأن الامتحان و الاختيار و ان لا يكون لأحد في عنقه بيعة هي بعض اسباب الغيبة اما السبب الحقيقي فهو سرٌ من أسرار الله تعالى و لهذا نجد الرواية عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام و التي نقلها عبد الواحد بن محمد الميدايني عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول :
إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد منها ، يرتاب فيها كل مُبطل .
فقلت : و لم جعلت فداك ؟
قال : لأمرٍ لم يؤذن لنا في كشفه .
قلت : فما وجه الحكمة في غيبته ؟
قال : وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره ، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر- من خرق السفينة ، و قتل الغلام ، و إقامة الجدار – لموسى عليه السلام إلا وقت إفتراقهما . يا بن الفضل : إن هذا الامر أمرٌ من أمر الله تعالى ، و سرٌ من أسراره ، و غيبٌ من غيب الله ، و متى علمنا أنه عز و جل حكيم صدّقنا بأنّ أفعاله و أقواله كلها حكمة ، و إن كان وجهه غير منكشف لنا .
منتخب الأثر : باب 28 ص 271 عن كمال الدين .