معنى أبي تراب
1ـ عن عَباية بن رِبعي، قال: قلت: لعبد الله بن العباس لم كنّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا تراب؟ قال: لأنه صاحب الأرض، وحجة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها وإليه سكونها، ولقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة عليّ من الثواب والزُّلفى والكرامة قال: يا ليتني كنت تراباً(41). أي يا ليتني كنت من شيعة عليّ. وذلك قول الله عز وجلّ: (ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً)(42).
معنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام)
(أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب)
1 ـ عن الحسن البصري، قال: صعد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) المنبر فقال: أيّها الناس أنسبوني، من عرفني فلينسبني وإلاّ فأنا أنسب نفسي، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب، فقام إليه ابن الكوّاء فقال: يا هذا ما نعرف لك نسباً غير أنك عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب، فقال له: يا لكع إن أبي سماني (زيداً) باسم جده (قصي) وإن اسم أبي (عبد مناف) فغلبت الكنية على الاسم، وإن اسم عبد المطلب (عامر) فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم (عمرو) فغلب اللقب على الاسم، واسم عبد مناف (المغيرة) فغلب اللقب على الاسم، واسم قصي (زيد) فسمّته العرب مجمعاً لجمعه إياها من البلد الأقصى إلى مكة فغلب اللقب على الاسم، قال: ولعبد المطلب عشرة أسماء، منها: عبد المطلب، وشيبة، وعامر.
العلة التي من أجلها صار علي بن أبي طالب قسيم الله بين الجنة والنار
1ـ عن المفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): لِمَ صار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قسيم الجنة والنار؟ قال: لأن حبه إيمان وبغضه كفر، وإنما خلقت الجنة لأهل الإيمان، وخلقت النار لأهل الكفر، فهو (عليه السلام) قسيم الجنة والنار لهذه العلة فالجنة لا يدخلها إلاّ أهل محبته، والنار لا يدخلها إلاّ أهل بغضه. قال المفضل: فقلت: يابن رسول الله فالأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) كانوا يحبونه وأعداؤهم كانوا يبغضونه؟ قال: نعم، قلت: فكيف ذلك؟ قال: أما علمت أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ما يرجع حتى يفتح الله على يديه، فدفع الراية إلى علي (عليه السلام) ففتح الله تعالى على يديه. قلت: بلى، قال: أما علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أتى بالطائر المشوي قال (صلى الله عليه وآله): اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطائر ـ وعنى به علياً (عليه السلام) ـ قلت: بلى، قال: فهل يجوز أن لا يحب أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم (عليهم السلام) رجلاً يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، فقلت له: لا, قال: فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أُمهم لا يحبون حبيب الله وحبيب رسوله وأنبيائهم (عليهم السلام)؟ قلت: لا، قال: فقد ثبت أن جميع أنبياء الله ورسله وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب محبين، قلت: نعم، قال: فلا يدخل الجنة إلاّ من أحبه من الأولين والآخرين ولا يدخل النار إلاّ من أبغضه من الأولين والآخرين فهو إذن قسيم الجنة والنار.
قال المفضل بن عمر: فقلت له: يابن رسول الله فرجت عني فرج الله عنك فزدني مما علمك الله، قال: سل يا مفضل؟ فقلت له: يابن رسول الله فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يدخل محبه الجنة ومبغضه النار أو رضوان ومالك؟ فقال: يا مفضل أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو روح إلى الأنبياء (عليهم السلام)، وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام، فقلت: بلى، قال: أما علمت أنه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته واتباع أمره ووعدهم الجنة على ذلك، وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار. قلت: بلى. قال: أفليس النبي (صلى الله عليه وآله) ضامناً لما وعد وأوعد عن ربه عزّ وجلّ، قلت: بلى، قال: أوليس علي بن أبي طالب خليفته وإمام أُمته؟ قلت: بلى، قال: أوليس رضوان ومالك من جمله الملائكة والمستغفرين لشيعته الناجين بمحبته؟ قلت: بلى، قال: فعلي بن أبي طالب إذن قسيم الجنة والنار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تبارك وتعالى، يا مفضل خذ هذا فإنه من مخزون العلم ومكنونه لا تخرجه إلاّ إلى أهله.
2 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا قسيم الله بين الجنة والنار، وأنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصا والميسم.
3 ـ قال أبو عبد الله (عليه السلام) إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق يقف عليه رجل يقوم ملك عن يمينه وملك عن يساره فينادي الذي عن يمينه يقول: يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب صاحب الجنة يدخل الجنة من شاء، وينادي الذي عن يساره يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب صاحب النار يدخلها من شاء.
4 ـ عن أبي الجارود رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فإذا دقت الحلقة على الصفيحة طنّت وقالت: يا علي.
5 ـ عن أبي سعيد الخدري قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: إذا سألتم الله لي فاسألوه الوسيلة، فسألنا النبي (صلى الله عليه وآله) عن الوسيلة فقال: هي درجتي في الجنة، وهي ألف مرقاة بين المرقاة إلى المرقاة مسير الفرس ـ فرس الجواد شهراً ـ وهي ما بين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد إلى مرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذٍ نبي ولا صديق ولا شهيد إلاّ قال: طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته، فينادي منادٍ يسمع النداء جميع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين هذه درجة محمد. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فأقبل أنا يومئذٍ متزراً بريطة من نور على تاج الملك، وإكليل الكرامة والملائكة الكرام وعلي بن أبي طالب أمامي ولوائي بيده وهو لواء الحمد مكتوب عليه: لا إله إلاّ الله المفلحون هم الفائزون بالله، فإذا مررنا بالنبيين قالوا: ملكين مقربين، وإذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان ملكان ولم نعرفهما ولم نرهما، وإذا مررنا بالمؤمنين قالوا: هذان نبيان مرسلان حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني حتى إذا صرت في أعلى درجة منها وعلي أسفل مني بدرجة وبيده لوائي فلا يبقى يومئذٍ نبي ولا وصي ولا مؤمن إلاّ رفعوا رؤوسهم إليّ يقولون: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله تعالى فيأتي النداء من عند الله تعالى يسمع النبيون وجميع الخلق: هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه وكذب عليه، قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي فلا يبقى يومئذٍ في مشهد القيامة أحد يحبك إلاّ استروح إلى هذا الكلام وابيض وجهه وفرح قلبه ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حرباً أو جحد لك حقاً إلاّ أسود وجهه واضطربت قدماه، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فبينا أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إليّ أما أحدهما فرضوان خازن الجنة، وأما الآخر فمالك خازن النار فيدنو رضوان فيسلم عليّ فيقول: السلام عليك يا رسول الله فأرد عليه السلام، وأقول: أيها الملك الطيّب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت؟ فيقول: أنا رضوان خازن الجنة، أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح الجنة فأدفعها إليك فخذها يا أحمد فأقول: قد قبلت ذلك من ربي له الحمد عليَّ ما أنعم به عليّ فادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيدفعها إلى علي (عليه السلام) ويرجع رضوان، ثم يدنو مالك، فيقول: السلام عليك يا أحمد، فأقول: وعليك السلام أيّها الملك، ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك من أنت؟ فيقول: أنا مالك خازن النار، أمرني ربي أن آتيك بمقاليد النار، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي له الحمد على ما فضلني به، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيدفعها إليه، ثم يرجع مالك فيقبل علي (عليه السلام) ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على عجزة جهنّم فيأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها واشتد حرها وتطاير شررها فتنادي جهنّم جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي، فيقول لها علي (عليه السلام): قري يا جهنّم خذي هذا واتركي هذا، خذي هذا عدوي واتركي هذا وليي، فلجهنّم يومئذٍ أشد مطاوعة لعلي (عليه السلام) من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهبها يمنة، وإن شاء يذهبها يسرة، ولجهنّم يومئذٍ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق.
تحيااتي ,, ريم الولاية